الاسلاميات

مقتطفات من السيرة النبوية قوة مصعب بن عمير في معركة أُحد

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت أسماء محمود
في معركة أُحد، أَعطى رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- راية المسلمين لمصعب بن عمير -رضي الله عنه
لكي يحملها
وهجم المسلمون على الكفّار بكلِّ شجاعةٍ،

كان النصر في بداية المعركة للمسلمين،
ولكنّ عدم انضباط الحُرّاس الذين وضعهم رسول الله على الجبل لحماية ظهر المسلمين، أدّى إِلى تغيير الموقف ،

لقد شاهد أولئك الحرّاس انتصار المسلمين، وهزيمة المشركين، فتركوا مكانهم، وأسرعوا يجمعون الغنائم، فاستغلَّ المشركون هذه الفرصة، وهجموا على المسلمين من الخلف، فانهزم المسلمون، ولم يبق إِلاّ قليل منهم يدافعون عن رسول الله، وقد أحاط بهم جيش المشركين،

كان الموقف صعب للغاية
وكان مصعب يحمل الراية بإحدى يديه، بينما يشهر بيده الأُخرى سيفه، يضرب به أَعناق المشركين،
وهو يزأر كالأسد، ويرفع صوته بالتكبير.
وبينما مصعب في قلب المعركة، أهوى أحد المشركين بسيفه على يده اليمنى.. فقطعها. ولكنَّ مصعباً لم ينسحب من الميدان، بل بقي ثابتاً في مكانه، يحمل راية المسلمين بيده اليُسرى

وفي تلك اللّحظات، وجَّه أحد الكافرين ضربةً بسيفه إلى مصعب، قطع بها يده اليسرى. وسدَّد آخَرُ رمحاً إلى بطنه، فخرَّ صريعاً، وقد نال الشَّهادة في سبيل الله، ونصرة لدينه، ودفاعا عن رسوله

قتله ابن قمئة الليثي، وهو يظنه رسول الله فرجع إلى قريش، فقال قتلت محمدا.. وذلك لأنه كان شبيها بالنبي.
ومع أنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلم كان قد أثخنَتْه الجراح، إلاّ أنّه تفقَّد الجرحى، وأمر بدفن الشهداء.
ووقف النبيُّ صلّى الله عليه وآله على جسد مصعب بن عمير، وأخذ ينظر إليه بعينٍ تترقرق بالدمع، وهو يتلو قوله تعالى بصوتٍ خافت،

“مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى